عمان ? رفعت العلان- هو اول الكتب الاكاديمية التي صدرت عن شخصية بارزة هي «ولاّدة بنت المستكفي»، «وهي أي ولاّدة بنت المستكفي بالله لم تكن مجرد اسم عابر في الافق الاندلسي او في بحر الاسماء الاندلسية التي حفلت بها كتب الادب والتاريخ والتراجم، بل كانت واحدة من ابرز الشخصيات التي احتفى بها مؤرخو الادب الاندلسي احتفاء خاصا، ونصبوها واحدة زمانها واقرانها، وجعلوها تعمر اخلية الخواص والعوام من الاندلسيين وغيرهم»، كما جاء في مقدمة الكتاب الصادر حديثا لمؤلفه استاذ الادب الاندلسي في الجامعة الاردنية د. صلاح جرار.
ويؤكد د. جرار: «لقد اقترن اسم الاندلس في اذهان كثير من الناس باسم ولادة، مثلما اضحى اسم ولادة مقترنا باسم الاندلس، فكلما ذكرت الاندلس امام أي انسان عربي مهما بلغ مستوى ثقافته، كانت اول ردود فعله ذكر اسم ولاّدة بنت المستكفي وربما اضاف اسمها اسم ابن زيدون عاشقها الذي خلدها بأشعاره». حين قال:
يا روضة أجنت لواحظنا... ورداً جلاه الصبا غضّاً ونسرينا
ويا حياةً تملّينا بزهرتها ... منى ضروبً ولذّات افانينا
ويا نعيماً خطرنا من غضارته ... في وشي نعمى سحبنا ذيله حينا
جمع د. صلاح جرار في كتابه المشوق والجاذب للقراءة بين غلافيه ما يتعلق بـ»ولاّدة بنت المستكفي» من حيث النشأة واخبارها، وعلاقاتها، مع ابن زيدون وابن عبدوس، وصورة ولادة وشخصيتها، وصفاتها الخَلْقية والخُلُقية، وتميزها عن نساء زمانها، وظرفها ودعابتها وخفة روحها والحرارة النادرة لديها، وعن ذكائها ونباهتها وسرعة بديهيتها، وعن شرف اصلها وغرورها واعجابها في نفسها، وبذلك كتبت ولادة بالذهب على عاتقي ثوبها بالذهب، اذ طرزت على العاتق الايمن:
انا والله اصلح للمعالي .. وامشي مشيتي واتيه تيها
وطرزت على العاتق الايسر:
ُأمكّن عاشقي من صحن خدي .. وأعطي قبلتي من يشتهيها
وعن حبها للغناء والموسيقى، وعن قلة مبالاتها، وجرأتها وسلاطة اللسان وقالت ذلك في هجاء ابن زيدون حين قالت:
إن ابن زيدون على فضله .. يعشق قضبان السراويلِ
لو ابصر الأيـ.. على نخلة .. صار من الطير الابابيلِ
وجاء د. جرار على الطهارة والعفة لدى ولادة واثبت ذلك في قولها:
اني وإن نظر الانام لبهجتي .. كظباء مكة صيدهن حرام
يُحسبن من الكلام زوانيا .. ويصدهن عن الخنا الاسلام
وتساءل د.جرار: هل كانت ولادة سادية؟ وذكر ولادة بين مثيلاتها. وفي الفصل الرابع كتب د. جرار عن شاعرية ولادة، واغراض شعرها وخصائصه، وما وصل من شعر ولادة، والاشعار المنسوبة اليها.
وفي خاتمة الكتاب كتب د. جرار: «تلك ولادة وحكاياتها ومغامراتها ونوادرها واشعارها وعشقها، ولا اشك في ان ثمة الكثير من اخبارها - التي يفوت احصاؤها ويشق اسقصاؤها ? ونوادرها التي وصفت بالكثرة، مما ضاع وطوته الايام».
ويضيف د. جرار: «بل ان من مؤرخي الادب اكتفى بإيراد القليل مما يعرفه من اخبارها وشعرها، وبعضهم غض الطرف عن اشعارها التي نظمتها في الهجاء، عن قصد، لانه يريد ان ينزه كتابه عنها، وبعضهم من تجاهل ولادة تجاهلا تاما مع انهم من ابناء عصرها ومدينتها «قرطبة» وهذا ما فعله ابن حزم القرطبي «ت 456 هـ» الذي وضع كتابا في العشق الاندلسي، وهو كتاب «طوق الحمامة في الالفة والألاّف» لكنه لم يأت على اشهر قصة عشق اندلسية في زمنه، وهي قصة ولاّدة وابن زيدون».
استند د. جرار في بحثه عن ولادة بنت المستكفي الى عشرات المصادر والمراجع باللغتين العربية والاجنبية، وقد احتوى الكتاب على 208 صفحات من القطع الكبير وصدر عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع.
(ولاّدة بنت المستكفي) لصلاح جرار.. المرأة العاشقة
12:00 8-8-2011
آخر تعديل :
الاثنين